یراً ما نسَمَعُ عَنْ مثَلٍ عرَبَيٍّ يَقول :ْ (قَدّ بَقرَةَ جُحا )أوَ( أَغلْى مِنْ بَقرَةِ جُحا )، فَھَلْ تَعرْفِون يا أَصْدقِائي ما ھِيَ بَقَرَةُ جُحا؟ وكَیَفَ صاَرَتْ قِصَّةُ ھَذِهِ البَقرَةَ مثلاً يدورُ علَى ألَسِنَةِ النَّا سِ منُذُ سِنیِنَ طويلةً؟؟
لنِستْمِعْ مَعَھا إلى ما ھَذهِ الحِكاَيَةُ الطرَّيِفَةُ:
تَقوُلُ الحِكاَيَةُ إنَّ جُحا سَمِعَ في يَوْمٍ مِنَ الأيَّامِ أَنَّ البَقَرَ الأبَیَضَ اللوَّنَ يَجلْبُ الحَظَّ لِصاَحبِه،ِ وقَدْ كاَنَ البعَضُ فِي الماضي كَما ھِيَ الحاَلُ فِي ھَذِهِ الأيَاَّمْ يؤُمنِوُنَ باِلحَظِّ وبَاِلأَشیْاَءِ التَّي يَروُنَ أنَّھاَ تَجلْبُ السعَّاَدَةَ واَلماَلَ واَلصِّحَةَ أوَ تبُعْدُ الحَسَد .َ.وَطبَعاً أنَتُمْ تعَرْفِونَ أَنَّ ھَذاَ الكَلامَ غیَرُ صَحیِحٍ وَلاَ قیِمَةَ لَهُ..فلَیْ سَ ھنُاَلِكَ تَمیِمَةٌ وَلاَ ورَقَةٌ وَلاَ بَقرَةٌ وَلاَ شَيءْ يَجلْبُ الحَظَّ لِلإنِسَانِ وأَنَّ علَى الإنِساَنِ أَنْ يبَقى متُفائلاً داَئماً وَحتَّى فِي أَصعْبِ الأَحوْاَلِ..
ولَنِعُدْ الآنَ إلِى القِصَّةِ حیَثُ نَجِدُ جُحَا يبَحَثُ فِي الأَسْواَقِ عَنْبَقرَةٍ بیَضاءَ بَعْدَما سَمِعَ بِعَجاَئِبِ الأبَقاَرِ ذاَتِ اللوَّن الأبَیْضِ..
لَكِنَّ بَحثْهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَيُّ فاَئِدةَ فَھَذاَ البَقرَ ناَدرِ الوجُود .ِ.وَكَادَ جُحَا يیَأَسُ مِنَ العثُورِ علَى بَقَرَةٍ ناَصِعَةِ البیَاضِ..فَصَارَ يُفَكِّرُ ببِقَرةَ رَماَديِّةٍ..
وفَجأْةَ قاَلَ لَهُ أَحَدُ التُّجاَّرِ أنَّهُ سَمِعَ عَنْ بَقَرةَ بیَضَاءَ يَملْكُھا مُزاَرِعٌفِي قرَيْةٍ قرَيِبْةٍ لَكنِّھا عزَيِزْةٌ علَیَهِ وَلاَ يبَیِعُھا بِغالِي الثَّمَنِ..
وَھَذاَ أَمرْ طبَیِعِي،ٌّ فَكُل مَا ھُوَ نَادرِ الوجُودِ وَمَطلْوبٌ مِنَ النَّاسِ يَكوُنُ ذا قیِمَةٍ عاَلیِةٍ حتَّى وإَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ باِلفَعْلِ قیِمَةٌ حَقیِقیِّةٌ..علَى الفَور..انُتْقَلَ جُحا إلى القرَيْةِ القرَيِبْةِ سَاعیِاً ورَاَءَ البَقَرةَالبیَضاءِ..
التْقَى جُحا صاَحِبُ البَقرَةِ وكَانَ كبَیِراً باِلسِّنِّ فَعَرَضَ علَیَهِ شِراَءَالبَقرَةَ بِسِعر باَھِظٍ لَمْ يعُرْضْ علَیَهِ مِنْ قبَل .ُ..وَصَدَفَ أَنَّ المُزاَرِعَكَانَ بِحاَجَةٍ للِمَالِ فَطلَبَ مبلغاً أكبر،َ وَعَادَ جُحَا برِفِقَةِ البَقرةَالبیَضَاءِ سَعیِداً بھا..يَظُنُّ أنَّھا سَتُفتْحُ لَهُ أبَوابَ الحَظِّ واَلمَالِواَلسَّعاَدةَ...
وبَعْدَ أَنْ انتْشَرَتْ قِصَّةُ البقرةِ فِي بلَدَةِ جُحا ..قَامَ لِصٌّ وَسَرَقَالبَقرَةَ مِنْ حَظیِرْتَھا ..ولَمَّا اكتْشَفَ جُحا السَّرقِة كَادَ يَمُوتُ مِنَالحزُنِ..وقَرَرَّ أَنْ يُفتَّشَ كُلَّ بیُوتَ البلَدَةِ باَحثِاً عنَھا ..لَكنِّهُ لَمْ يَجِدْلھا أثَرَاً..